حكمــة اليوم

ثِق بِأَن الْصَّوْت الَهـادِئ أَقْوَى مِن الْصُّرَاخ؛وَأَن الْتَهـذِيْب يَهـزَم الْوَقـآَحّة ., وَأَن التَّوَاضُع يُحَطِّم الْغُرُوْر.

السبت، 5 مارس 2011

الاستراتيجيات العشر للتلاعب بالجماهير باستخدام وسائل الاعلام


 بقـــلم عبد الرحمن شلـبي


هنـــا المقال الاصلي بالانجليزية في صورة ملف pdf


يكشف عالم اللغويات والمفكر الأمريكي ناعوم تشومسكي في هذا المقال ما يمكن تسميته بـ" استراتيجيات التحكّم والتوجيه العشر " التي تعتمدها دوائر النفوذ في العالم للتلاعب بجموع النّاس
 وتوجيه سلوكهم والسيطرة على أفعالهم وتفكيرهم في مختلف بلدان العالم. ويبدو أنّ تشومسكي استند في مقاله إلى "وثيقة سريّة للغاية " يعود تاريخها إلى ماي 1979, وتمّ العثور عليها سنة 1986 عن طريق الصدفة , و تحمل عنوانا مثيرا "الأسلحة الصّامتة لخوض حرب هادئة ", وهي عبارة عن كتيّب أو دليل للتحكّم في البشر وتدجين المجتمعات والسيطرة على المقدّرات, ويرجّح المختصّون أنّها تعود إلى بعض دوائر النفوذ العالمي التي عادة ما تجمع كبار الساسة والرأسماليين والخبراء في مختلف المجالات
عموما المقال مثير جدّا بما فيه من فضح لخطط مفزعة يمكن تلمّس تطبيقاتها العينيّة بوضوح في السياسة الدولية, وحتّى المحليّة , وفي الخيارات الاقتصادية والتعليميّة أيضا


1.استراتيجية الإلهاء والتسلية


عنصر أساسي لتحقيق الرقابة على المجتمع ، عبر تحويل انتباه الرأي العام عن القضايا الهامة والتغيرات التي تقررها النخب السياسية والاقتصادية ، مع إغراق النّاس بوابل متواصل من وسائل الترفيه , في مقابل شحّ المعلومات وندرتها. وهي استراتيجية ضرورية أيضا لمنع العامة من الوصول إلى المعرفة الأساسية في مجالات العلوم والاقتصاد وعلم النفس وعلم الأعصاب ، وعلم التحكم الآلي. "حافظوا على اهتمام الرأي العام بعيدا عن المشاكل الاجتماعية الحقيقية ، اجعلوه مفتونا بمسائل لا أهمية حقيقية لها . أبقوا الجمهور مشغولا ، مشغولا ، مشغولا ، لا وقت لديه للتفكير ،و عليه العودة إلى المزرعة مع غيره من الحيوانات. مقتطفات من كتيّب أو دليل "الأسلحة الصامتة لخوض حرب هادئة".....


تعليقي: الامثلة في مصر على ذلك كثيرة جدا بدءا من الاهتمام بالكرة و المسلسلات الرمضانية و المطربين و حفلاتهم المتواصلة و القنوات الهابطة و افلام السينما السطحية و السخيفة في اغلب الاحيان


2.استراتيجيّة افتعال الأزمات و المشاكل وتقديم الحلول


كما يسمّى هذا الأسلوب "المشكلة/ التّفاعل / الحلّ". يبدأ بخلق مشكلة , وافتعال"وضع مّا" الغاية منها انتزاع بعض ردود الفعل من الجمهور ، بحيث يندفع الجمهور طالبا لحلّ يرضيه. على سبيل المثال : السّماح بانتشار العنف في المناطق الحضرية ، أو... تنظيم هجمات دموية ، حتى تصبح قوانين الأمن العام مطلوبة حتّى على حساب الحرية. أو : خلق أزمة اقتصادية يصبح الخروج منها مشروطا بقبول الحدّ من الحقوق الاجتماعية وتفكيك الخدمات العامّة , ويتمّ تقديم تلك الحلول المبرمجة مسبقا , ومن ثمّة, قبولها على أنّها شرّ لا بدّ منه


تعليقي: من الامثلة على ذلك في مصر افتعال الأزمة مع الجزائر و افتعال المشاكل الطائفية و قضية اختطاف المسلمات في الاديرة (زوجة تركت زوجها ثم نفاجئ في اليوم التالي حديث عن اسلامها و ان الكنيسة احتجزته لذلك
و ربما آخر تطبيق لهذه الاستراتيجية تفجير كنيسة القديسين في الاسكندرية و تصدي الداخلية للقيام بدور البطولة (تقديم الحلول)


3.استراتيجية التدرّج


لضمان قبول ما لا يمكن قبوله يكفي أن يتمّ تطبيقه تدريجيّا على مدى 10 سنوات. بهذه الطريقة فرضت ظروف اقتصاديّة و اجتماعيّة مثّلت تحوّلا جذريّا كالنيوليبراليّة و ما صاحبها من معدلات البطالة الهائلة و الهشاشة والمرونة .... العديد من التغييرات التي كانت
ستتسبّب في ثورة إذا ما طبقت بشكل وحشيّ, يتمّ تمريرها تدريجيّا وعلى مراحل


 نلاحظ تطبيق هذه الاستراتيجية في بيع الشركات المصرية وخصخصتها للأجانب بشكل تدريجي ..
تعليقي:ايضا حكم مبارك استمر ثلاثين سنة و لكن فقط في الخمس سنوات الاخيرة تقريبا بدأت ثمارة فساده تنضج و تلفت انتباهنا


4.استراتيجية التأجيل


هناك طريقة أخرى لتمرير قرار لا يحظى بشعبية هو تقديمه باعتباره "قرارا مؤلما ولكنّه ضروريّ "، والسّعي إلى الحصول على موافقة الجمهور لتطبيق هذا القرار في المستقبل. ذلك أنّه من الأسهل دائما قبول القيام بالتضحية في المستقبل عوض التضحية في الحاضر. و لأنّ الجهد المطلوب لتخطّي الأمر لن يكون على الفور. ثم لأنّ الجمهور لا يزال يميل إلى الاعتقاد بسذاجة أنّ "كلّ شيء سيكون أفضل غدا" ، و هو ما قد يمكّن من تجنّب التضحية المطلوبة. وأخيرا ، فإنّ الوقت سيسمح ليعتاد الجمهور فكرة التغيير و يقبل الأمر طائعا عندما يحين الوقت


تعليقي: نلاحظ ذلك في مسألة تأجيل رفع قانون الطوارئ و تأجيل تطبيق الانتخابات المباشرة حتى ان اول انتخابات رئاسية مباشرة كانت عام 2005 بعد عقود طويلة من حكم السادات و بعده مبارك يعتمد فقط على تأييد اغلبية مجلس الشعب و هي طبعا من الحزب الوطني




5.مخاطبة الجمهور على أنّهم  قصّر أو أطفال في سنّ ما قبل البلوغ


معظم الإعلانات الموجّهة للجمهور العريض تتوسّل خطابا و حججا وشخصيات ، أسلوبا خاصّا يوحي في كثير من الأحيان أنّ المشاهد طفل في سنّ الرضاعة أو أنّه يعاني إعاقة عقلية. كلّما كان الهدف تضليل المشاهد , إلاّ وتمّ اعتماد لغة صبيانية. لماذا؟ "إذا خاطبت شخصا كما لو كان في سنّ 12 عند ذلك ستوحي إليه أنّه كذلك وهناك احتمال أن تكون إجابته أو ردّ فعله العفوي كشخص في سنّ 12 ". مقتطفات من دليل "الأسلحة الصّامتة لخوض حرب هادئة


تعليقي: يتلخص ذلك في جملة واحدة: الكذب حصري في التلفزيون المصري..
ايضا تصريح احمد شفيق عن المعتصمين في الميدان: "خليهم قاعدين و هبعت لهم بنبوني."
و من قبل ذلك تصريح مبارك نفسه عندما قيل له ان المعارضة بصدد تكوين برلمان و حكومة موازية فرد قائلا: "خليهم يتسلوا"


6.مخاطبة العاطفة بدل العقل


التوجّه إلى العواطف هو الأسلوب الكلاسيكي لتجاوز التحليل العقلاني ، وبالتالي قتل ملكة النقد. وبالإضافة إلى أنّ استخدام السجل العاطفي يفتح الباب أمام اللاوعي ويعطّل ملكة التفكير، ويثير الرّغبات أو المخاوف والانفعالات


تعليقي: مثال لذلك اللعب على وتر الدين و الهوية الاسلامية لمصر و تهديدها.
خطاب مبارك الثاني و ما به من محاولة استدرار العطف.
التهديد بانهيار الاقتصاد و الانفلات الامني ممايدفع الناس للتفكير بعاطفية و تخشى  على رزقها و امان اولادها.


7.إغراق الجمهور في الجهل والغباء


لابدّ من إبقاء الجمهور غير قادر على فهم التقنيات والأساليب المستعملة من أجل السيطرة عليه واستعباده. "يجب أن تكون نوعية التعليم الذي يتوفّر للمستويات التعليميّة الدنيا سطحيّا بحيث تحافظ على الفجوة التي تفصل بين النخبة و العامّة و أن تبقى أسباب الفجوة مجهولة لدى المستويات الدنيا"... مقتطفات من وثيقة "الأسلحة الصامتة لخوض حرب هادئة"....ه


تعليقي: ممكن نلاحظ تطبيق هذه الاستراتيجية في التعليم الذي يركز على الحفظ فقط ، ويحارب التفكير النقدي.
حتى مشروع البرلمان المدرسي رفضه وزير التربية و التعليم
و المصيبة الكبرى عندما تسلسل نفس الاسلوب لاختبارات الكادر التي تقيمها الوزارة لمعلميها


8.تشجيع الجمهور على استحسان الرداءة


تشجيع العامّة على أن تنظر بعين الرضا الى كونها غبيّة و مبتذلة و غير متعلّمة


 نلاحظ تطبيق هذه الاستراتيجية  في نوعية الافلام الهابطة وان يكون واحد مثل اللمبي هو بطل السينما للشباب


9.تحويل مشاعر التمرّد إلى إحساس بالذّنب 


دفع كلّ فرد في المجتمع إلى  الاعتقاد بأنّه  هو المسؤول الوحيد عن تعاسته ، وذلك بسبب عدم محدوديّة ذكائه و ضعف قدرته أو جهوده. وهكذا ، بدلا من أن يثور على النظام الاقتصادي يحطّ الفرد من ذاته و يغرق نفسه في الشّعور بالذنب ، ممّا يخلق لديه حالة اكتئاب تؤثر سلبا على النشاط . و دون نشاط أو فاعليّة لا تتحققّ الثورة..




10.معرفة الأفراد أكثر من معرفتهم لذواتهم


على مدى السنوات ال 50 الماضية ، نتج عن التقدّم السّريع في العلوم اتّساع للفجوة بين معارف العامة وتلك التي تملكها و تستخدمها النّخب الحاكمة. فمع علم الأعصاب وعلم الأحياء وعلم النفس التطبيقي وصل "النظام العالمي" إلى معرفة متقدّمة للإنسان ، سواء عضويّا أو نفسيا. لقد تمكّن "النظام" من معرفة الأفراد أكثر من معرفتهم لذواتهم . وهذا يعني أنه في معظم الحالات ، يسيطر "النظام" على الأشخاص ويتحكّم فيهم أكثر من سيطرتهم على أنفسهم



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق