على قدر فرحتي بسقوط مبارك و انتهاء عهده الى غير رجعة على قدر ما ذهلت من تلك الخطبة العصماء التي تلقيها مذيعة في قناة الجديد الفضائية و القناة على ما يبدو انها لبنانية او سورية
الايام الماضية و منذ بداية الثورة اكتشف المرء كما لو ان طغيان مبارك كان اشد وطأة على الاخوة العرب!!
قد يكون هذا صحيح بطريقة ما..صحيح بالنسبة للمحاصرين في غزة و فلسطين التي هجرتها مصر و تركتها فريسة للذئب الصهيوني او صحيح بالنسبة للعراق الذي شارك نظامنا في العدوان عليه مرتين
لكن ماذا عن السوريين..ماذا عن اللبنانيين؟!!
هناك قناة سورية اسمها الرأى "كرست كل وقتها لعرض فعاليات الثورة بل و عرضت وثائقيات عن ظلم مبارك و نظامه و انتهاكات الشرطة في حق المصريين و كان اغلب ما تعرضه عبارة عن فيدوهات من موقع اليوتيوب..و ايضا اشعار بل و اغاني وطنية مصرية...يا سلام!! فجأة اصبح الكل مصري!!
نعود للخطبة العصماء هذه و تذكرت المثل الشعبي "ادعي على ابني و اكره اللي يقول آمين" و لو المثل يحتاج لبعض التحوير فاقول اننا قد نسمح للجيران ان يصبوا الدعاء على ابننا اذا كان شقيا لئيما و يؤذيهم و ان كان واجبنا ان نكف عنه و عنا ايضا اذاهم
بادرني احدهم قائلا : كل كلامها صح!!
فماذا قالت هي؟ قالت الشعب المصري فقير..نعم
الشعب المصري متسول على ابواب الامم!! لا
الشعب المصري ليس متسولا
الشعب عاني فعلا من نظام مبارك لكن ابناؤنا العاملين في الخارج ليسوا متسولين بل هم خيرة ابناء مصر تستفيد البلاد الاخرى من خبراتهم و امكانياتهم و وطنهم لم يتسع لهم
هل تسمي النوابغ في اوربا و امريكا متسولين, هل... تسمى العمالة المصرية التي هي عصب تنمية الخليج متسولين!!
هي حقيقة بسيطة يعلمها الجميع ان الذين يهاجرون للعمل في الخليج او غيره يجب ان يكتسبوا عدة سنوات من الخبرة قبل ان يتجرأوا على التقدم لطلبات العمل في الخليج و بالمثل بالنسبة للغرب و اروبا لا يقبل الا المتعلمين اصحاب الخبرات و المهارات
و اضيف ان مصر تحتل المركز الثاني عشر في عدد السكان حول العالم اى انها تمتلك طاقة بشرية هائلة و طبيعي ان تصدر بعضها للخارج فهل يعتبر ذلك تسولا على ابواب الامم!!
قد يقول قائل ان العاملين في الخليج يعاملون اسوأ معاملة..نعم هذا صحيح لكن هل هذا خاص بالمصري فقط ام هو اسلوب تعاملهم مع جميع العمالة لديهم بخلاف العمالة الغربية..اذن هي مشكلة اهل الخليج انفسهم و انظمة العمل اللا انسانية لديهم
نعود للست هانم المذيعة و اقول
انه لو كان في كلامها شئ صحيح لكنه اتى من الشخص غير مناسب
و معروف انها و اصحاب القناة معها لا يتجرأون على ان يقولوا نفس الكلام على حكامهم الذين لا يختلفون كثيرا عن مبارك...ماذا يسمى ذلك...ازدواجية, جبن...اختاروا من القاموس الكلمة المناسبة
ثم ان القنوات الاخبارية المحترفة تنشر الخبر و ليس وجهة نظرها حوله...حتى الجزيرة لم تكن بهذه الوقاحة و الجرأة و اكتفت بان تسميه الرئيس المخلوع و مازالت الجزيرة تتلقى الاتهامات مع انها مقارنة بهذه القناة و مثيلاتها تعتبر في قمة الحيادية و الانصاف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق