حكمــة اليوم

ثِق بِأَن الْصَّوْت الَهـادِئ أَقْوَى مِن الْصُّرَاخ؛وَأَن الْتَهـذِيْب يَهـزَم الْوَقـآَحّة ., وَأَن التَّوَاضُع يُحَطِّم الْغُرُوْر.

الثلاثاء، 29 مارس 2011

فن على وشك الانقراض

ابدع الفنانيين في تصوير مظاهر الحج من اقامة للشعائر و فرحة الناس بذهاب الحاج و عودته...و في مناسبات الزفاف ايضا كانوا اكثر ابداعا في تصوير فن التحطيب (الرقص الصعيدي) و المدعوين و تهنئتهم لاهالي العروسين..كل ذلك بالاضافة لآيات قرآنية و عبارات الذكر تكتب بخطوط و نقوش رائعة.

في قرى اسوان الجميلة الهادئة اعتاد الناس تزيين جدران منازلهم المبنية بالطين و الحجر برسومات من الجير و ذلك حسب نوع المناسبة التي تم تجديد المنزل خلالها كأن تكون مناسبة حج مثلا او زفاف..
و هنا مجموعة من تلك الرسومات على الجدرات اخذت من احدى قرى اسوان













للاسف بعد انتشار البناء بالخرسانة المسلحة و ذلك خوفا من السيول او كرغبة في التمدن و ترك حياة الريف...المهم اننا افتقدنا لهذا الحس الجمالي الرائع و اصبح الناس يتركون العمارات التي يبنوها على الطوب الاحمر بدون تشطيب خارجي رغم انها ممكن تكون متشطبة تشطيب سوبر لوكس في الداخل و يقال ان من اسباب ذلك انهم يخشون من الحسد فيتركوا المنزل بحالته تلك على الطوب الاحمر حتى لا يحدسهم الناس خصوصا ان من يبني بالخرسانة يعتبر ثري...و قد يكون السبب ايضا ان بناء المنزل و تشطيبه في الداخل يستهلك مبالغ طائلة فلا يترك لهم شيئا للتشطيب الخارجي خاصة مع الارتفاع الجنوني في اسعار مواد البناء
مهما كان السبب اتمنى ان ننقذ قريتنا التي على ما يبدو انها على مشارف المدنية و زاد عدد سكانها و زادت المنشئات التجارية بل و الصناعية بها, يجب ان ننقذها من شبح العشوائية و ابرز مساوئه غياب الحس الجمالي و انقراض فن من الفنون الرائعة الذي تعود جذوره تعود الى ايام الفراعنة و اقتبس قليلا من فنون الحضارة النوبية.
و يحلو لي ان اقترح في ذلك دمج طريقة التشطيب المعروفة لابنية الخرسانة مع التجيير العادي لمنازل الطين مما يتيح الرسم على جدرانها ايضا و هذا ممكن بل انه اسهل من التشطيب العادي باسمنت "طرطشة" كما يسموه
و هنا نماذج له و لكن ليست في مصر على ما اعتقد لكن آمل ان اراها يوما ما في بلدتي و تكون كامتداد لفنون الاجداد فنون الرسم على الجدران

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق