حكمــة اليوم

ثِق بِأَن الْصَّوْت الَهـادِئ أَقْوَى مِن الْصُّرَاخ؛وَأَن الْتَهـذِيْب يَهـزَم الْوَقـآَحّة ., وَأَن التَّوَاضُع يُحَطِّم الْغُرُوْر.

الأربعاء، 23 مارس 2011

الازهــــــــــر الشـريـــــــــــف



على قدر خصوصية العلاقة بين الشعب المصري و الدين من ايام مصر الفرعونية مرورا بعصر المسيحية و الاسلام على قدر ما تميزت العلاقة بالتسامح و عدم التطرف ...في مصر المسلمة كان الازهر اكبر دلائل هذا التسامح ففي اروقته كان العلماء يدرسون جميع المذاهب الفقهية و كتب شتى لعلماء المسلمين تعرض كل الافكار بدون اقصاء لاحد....
اسوأ كابوس مر على مصر هو انتشار الدعوات المتطرفة التكفيرية القادمة من شبه الجزيرة العربية و هو ما يسميه المصريون غزوات البترودولار و كنت من قبل اكره هذا المسمى لكن لم اجد تبريرا قويا لمدى انتشار الفكر الوهابي الاقصائي في مصر فتبينت ان الاسباب عديدة منها هو اموال البترول و انتقال عدد كبير من المصرين للعمل في هذه المنطقة و عادوا محملين ببذور هذا الفكر الى جانب انهم لا يدخرون جهدا في نشر فكرهم مستخدمين اموالهم الطائلة و حاجة شعب مكافح مثل المصريين...
في نفس الوقت الذي اصبح فيه الازهر تابعا للنظام الحاكم الذي عمل على تهميشه و السيطرة عليه ليضمن عدم قيام علماء الازهر بتأجيج مشاعر الناس ضد مخالفات الحكام...
و ارتكبت انظمة الحكم المتعاقبة و اكبرها تأثيرا نظام مبارك خطأ آخر عندما حاولوا التصدي للفكر المتطرف فقاموا بتهميش الدين نفسه من حياة الناس بحجة تجفيف منافع الارهاب و هو ما صنع فراغ في قلوب الناس و زاد توقهم للدين و خصوصا و ان الحياة المادية مليئة بالمتاعب هي الاخرى فلم نصبح مثل الغرب مثلا ننسى الدين حتى نتمتع بملذات الدنيا و رفاهيتها فتلك الاخيرة لم يعرفها المصريون و لم يعرفوا الا ضنك العيش الذي زاد من حاجتهم للدين فهو يعني هروبهم من ضغوط الحياة.
معادلة صعبة و معقدة نطلع منها بفائدة واحدة ان المساس بحاجات الروحية الطبيعية للانسان وخاصة الانسان المصري موضوع حديثنا عاقبتها وخيمة..نقول هذا لمن يريد انشاء دولة علمانية - مع الاختلافات في تفسير المصطلح و لكن لنأخذ كما يفسره الغرب- بفصل الدين عن حياة الناس و حصره في الشكليات...اؤكد مرة اخرى ان ذلك هو اول و آخر منبع للتطرف..
الازهر كثيرا ما حما مصر من حملات التغريب في فترة كان فيها المصريون محرومين من التعليم العادي بسبب سياسات الاحتلال الانجليزي كانت الكتاتيب تقوم بدورها في تعليم المصريين و تقليل نسبة الامية ثم يكون الالتحاق بالازهر لاستكمال التعليم و هكذا حفظ المصريون القرآن في الصدور و حافظوا على اللغة العربية فلم يحدث لنا "فرنسة" مثل الجزائر و دول المغرب العربي..
هذه الايام نحتاج للازهر مرة اخرى لمواجهة خطر وشيك من سيطرة الفكر المتطرف على عقول الناس...نحتاج لانقاذ الازهر و ذلك على محورين محور التعليم و نواتجه سنلاحظها على الاجيال القادمة و محور العلماء الموجودين حاليا على الساحة و ان كانت الناس فقدت الثقة في كثير منهم و لكن هذا هو وقتهم للافاقة من كبواتهم

و اخيــرا...
في مدح الأزهر...


فيا زهراء أزهركم منير... ومن بركات والدكم تشعب
و عم العالمين سنا ضياه... فكل المسلمين إليه تطلب
سألت الله يكلؤه بنصر... ومن يبغى له الإذلال ينكب
,,,,, 
افتخر بكوني جزء من طاقم العمل في هذه المؤسسة العريقة
و اعلن تأييدي لشيخ الازهر لما لمسته كموظفة في الازهر الشريف من دور جاد و فاعل في محاربة الفساد الذي استشرى في عهد شيخ الازهر السابق...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق