حكمــة اليوم

ثِق بِأَن الْصَّوْت الَهـادِئ أَقْوَى مِن الْصُّرَاخ؛وَأَن الْتَهـذِيْب يَهـزَم الْوَقـآَحّة ., وَأَن التَّوَاضُع يُحَطِّم الْغُرُوْر.

الأحد، 6 مارس 2011

السلفيين شربوا المقلب



السلفيين تيار موجود على الساحة مثلهم مثل غيرهم نتفق او نختلف معهم هذه ليست المشكلة
لكن لانهم تيار ديني بالاساس يحاول في هذه الفترة ان يجد لنفسه مكان على الساحة السياسية فالتعرض لهم اصبح امر لابد منه
لفت انتباهي مقال نشر على موقع سلفي يهاجم دكتور يحي الجمل...المقال يحتاج وقفه..ليس دفاعا عن دكتور يحي الجمل و لكن ابراز واحد من اكبر عيوب السلفين و هو الفهم المغلوط يعقبه الهجوم غير المبرر على شخصيات لا تعجبهم لهم مآخذ عليها
المقـــال هنا لمن يقرأ
و اول ما يحتاج للتوضيح فيه ان الدكتور يحي الجمل كان يقصد تفسير لماذا وضعت المادة الثانية للدستور في عهد السادات و ليس بالضرورة ان يوافق على ذلك و بالطبع لانه ليس هم من وضع هذه المادة و لا شارك في وضعها ... و ان كان يدرس ذلك لطلبته فذلك من الرائع انه يدرس لهم حقيقة اللعبة السياسية بدلا من ان يدرس لهم كذبا ان الرئيس المؤمن السادات عمل جاهدا لترسيخ الهوية الاسلامية بوضع هذه المادة و هو ما يجافي الحقيقة الملوسة على ارض الواقع كما نراها بعد 34 سنة من وضع هذه المادة.
لا ارى الدكتور يحي الجمل مخطئ في شئ..نعم تلك المادة وضعت للنفاق السياسي ونحن المصريون وقعنا في الفخ اى" شربنا المقلب" و سنقع فيه الآن مرة اخرى بتلك الحوارات الفارغة حول  هذه المادة ,حوارات في كل مكان بعد الثورة وبعد الدعوات لانشاء دستور جديد..حوارات في الفيسبوك و المنتديات حتى الصحف كل من له مصلحة لالهاء الناس يفتتح مثل هذه الحوارات "هل توافق على الغاء المادة الثانية من الدستور؟"..... مثل هذه الحوارات التي تختطف الناس من حوارات اخرى اهم حول محاكمة الفاسدين و اجتثاث الفساد و الطغيان الكامن في جهاز الشرطة و امن الدولة (شباب المعتصمين في الميدان هم  الذين تمسكوا بتلك المطالب بعد ان سقط مبارك و هدأت و تيرة التظاهرات و رغم كل النقد و الهجوم عليهم بسبب اصرارهم على تلك المطالب المهمة لكنهم استمروا في الوقت الذي نجحت فيه خطة الالهاء لصرف انتباه البقية......رأيي هذا ليس معناه انني اؤيد نزع الهوية الاسلامية من مصر و هذا صعب بل مستحيل, و ليس معناه انني اؤيد الغاء هذه المادة او حتى انني ارفض تفعيل تطبيق الشريعة و لكن هناك حقائق بديهيه اهمها ان تفعيل تطبيق الشريعة لن يكون الا بعد ان تستقر البلاد سياسيا و يزداد الوعى بما هي الشريعة اصلا خصوصا ان هناك من هو اقصى معرفته بالشريعة تعني منع الخمور و الملاهي و فرض الحجاب و قطع ايدى اللصوص و جلد الزناة اما عن الحاكم و اختياره فهذا يقول فيه فقهاء الشريعة بانه محظور عن العامة التحدث فيه!! و كثير من العجب العجاب.
الى جانب فتح ابواب الحرية للاختلاف الفقهي الراقي حول احكام الشريعة قبل ان يتم اعتماد الاحكام الملائمة و تمريرها في صورة قوانين ملزمة جاهزة للتطبيق و هذه مسألة خطيرة في حد ذاتها لاننا لدينا في مصر اكثر من تيار اسلامي لدينا ازهريون و سلفيون و صوفيون و لدينا اسلاميون مستقلون كل منهم لديه نظرة مختلفة للشريعة و احكامها.

اى محاولة للنصح و للتذكير بهذه الحقائق البديهية يواجهها السلفيين باتهامات التثبيط و محاولة علمنة الدولة و الغاء هويتهاو ربما التكفير و كثير من التهم

المسألة ليست شخصية مع السلفيين.
كمسلمة نعم اود انشاء دولة على نهج الخلافة لكن هل هذا وقتها؟ لا اعتقد
هل لدينا من هو مثل عمر و ابي بكر؟ لا اعتقد ذلك
هل السلفيون مؤهلون لانشاء مثل هذه الدولة؟ لا اعتقد ذلك ليس قبل ان يصلحوا من انفسهم (و المآخذ التي اراها في السلفيين لها موضوع آخر ان شاء الله)
المهم الآن التنبيه من الوقوع في نفس ذلك الفخ الذي صنعه لنا السادات.....التركيز على المادة الثانية و تفعليها و تتجاهل بقية المواد الذي تتعلق باختيار الحاكم و يعقد عليها الأمل في انتخابات نزيهة... واهم شئ في الشريعة في نظري و هو اختيار الحاكم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق