الحـمــــد لـلـه...التغيير سمة كل شئ في مصر الآن و كما بدأ من قمة الهرم نزولا الى قاعدته لابد ان يمر بالصعيد..
الصعيد يسكنه حوال 30% من سكان مصر و رغم ذلك يتركز فيه الكم الاكبر من ثرواتها و ليس الحديث هنا عن الآثار و السياحة فقط بل ثروات اخرى مازالت تنتظر اكتشافها و اهما التعدين و الاراضي التي تنتظر استصلاحها لتخفف الضغط عن الدلتا
حزنت لتجاهل مشروع توشكى بعد فشله او ادعاء فشلة و قد يكون فاشل فعلا و هي محاولات متعمدة لافشاله من قبل الحكومات التي جاءت بعد كمال الجنزوري الذي افتتح في عهده المشروع و على رأس تلك المحاولات المساحات الشاسعة من الاراضي التي تم منحها للوليد بن طلال بعقود مجحفة و لكن وافق عليها مبارك بنفسه فمرت بدون محاسبة و من ذلك ايضا السياسات الزراعية الغبية التي تحد و تقلل من استفادة البلاد من الاراضي التي تم استصلاحها كمثل زراعة الفواكه لتصديرها لاروبا بدلا من القمح لتحقيق الاكتفاء الذاتي
بعد سقوط النظام المباكري غير مأسوفا عليه و بعد ازدياد الدعوات لاحياء مشروعات تنموية اخرى مثل مشروع ممر التنمية للدكتور فاروق الباز شعرت بغيرة شديدة لصعيدنا الذي يتلهف لمثل هذه المشروعات , قد يكون القيام بمثل هذه المشروعات في الشمال او سينا اسهل بكثير من الصعيد لكن دعونا نعدد لماذا يحتاج الصعيد لمثل هذه المشروعات التنموية...
اولا تخفيف الضغط السكاني على الوجه البحري فلطالما كانت الهجرة من الصعيد الي الوجه البحرى حتى تكدس السكان في القاهرة و اصبح اكثر من 70% منها عشوائيات و يقطنها بعض من اصولهم من الصعيد هاجروا لغرض البحث عن فرصة عمل افتقدوها في الصعيد
اولا تخفيف الضغط السكاني على الوجه البحري فلطالما كانت الهجرة من الصعيد الي الوجه البحرى حتى تكدس السكان في القاهرة و اصبح اكثر من 70% منها عشوائيات و يقطنها بعض من اصولهم من الصعيد هاجروا لغرض البحث عن فرصة عمل افتقدوها في الصعيد
ثانيا: الصعيد امتداد لمصر الى العمق الافريقي الذي يجب الانتباه له و بشده الآن بعد محاولات دول حوض النيل عزل مصر عن الاتفاقيات
ثالثا: يجب الا نتجاهل ان مصر الحقيقة نشأت و ترعرعت في الصعيد و لطالما كانت عاصمتها في الصعيد (الاقصر) حتى ان مينا موحد القطرين هو اساسا من الصعيد و بتجاهل الصعيد بنتجاهل تاريخ مصر و جزء حيوي من مواردها المادية و البشرية
رابعا: الصعيد مهدد في ظل العزلة التي يعانيها حيث كانت الجماعات الاسلامية المتطرفة التي ظهرت في مصر في الثمانينات تتخذ معاقلها في الصعيد و تجند شباب الصعيد المهمل و المهمش لصالحها و تتفشى في الصعيد بسبب التجاهل و الاهمال الجرائم مثل تجارة المخدرات حتى اصبح الصعيد مصدرا للاساطير حول اباطرة المخدرات و السلاح الى آخره من الحكايات التي نشاهدها في المسلسلات عن الصعيد و مستوحاه من الواقع الذي عشته شخصيا حيث قامت عاصبة من تجار المخدرات باحتجاز بعض الابرياء و قطع السكك الحديدية في اسيوط عام 2005
خامسا: الصعيد يتميز بتركيبة اجتماعية قوية تتمثل في الارتباط القبلي او العائلي بين افراده لكن هذه التركيبة القوية معرضة الانهيار و سيكون انهيارها مدويا فتتفشى النزاعات الطائفية و تزيد جرائم الثأر في ظل تجاهل اصلاح و استثمار هذه التركيبة الاجتماعية المتميزة
و اخيرا فلنتذكر كيف ان الخديو اسماعيل اخذ يجلب ابناء الصعيد لاستخدام في حفر قناة السويس بالسخرة...نعم اهل الصعيد هم من حفروا قناة السويس بدمائهم و من قبل بنوا مجد مصر و حضارتها و عار ان ينكر فضلهم و يتم تجاهلهم.
وأضيف :
ردحذفأعتقد أن الصعيد يحتاج أكثر للدمج في الدولة أكثر ، أن تحل الدولة والقانون محل ما استولى عليه العرف واستولت عليه القبلية من نصيب الدولة ، لا أحد يريد لمجتمع الصعيد أن يتخلى عن خصوصيته ، لكن الصعيد يدفع الثمن غالياً عندما تغتصب القبلية والعائلية من سلطة القانون والدولة..
عندما نكون دولة واحدة وعائلة واحدة فسيمكن لمصر كلها أن "تشم نفسها" .. صعيداً ووادياً ودلتا وسيناء أيضاً..