حكمــة اليوم

ثِق بِأَن الْصَّوْت الَهـادِئ أَقْوَى مِن الْصُّرَاخ؛وَأَن الْتَهـذِيْب يَهـزَم الْوَقـآَحّة ., وَأَن التَّوَاضُع يُحَطِّم الْغُرُوْر.

الاثنين، 28 مارس 2011

العلمانـــية..!!


"العلمانية هي فصل الدين عن الدولة كإدارة، ولا فصل الدين عن قلوب الناس، هي ضمان حياد الدولة في المسائل الدينية لمنعها من استغلال المعتقدات لأجندا معينة و أغراض شخصية كما فعل النظام السابق.

العلمانية ليست ضد الدين بل هي ضمان لممارسته في حرية، فهي بمنعها التدخل في الممارسة الدينية تحمي المحجبات وتمنع تواصل الممارسات الدكتاتورية للنظام السابق كغلق الجوامع بعد الصلاة.

كما أن العلمانيّة لا تساند الصهيونية كما يحاول ترويجه البعض، فمن ساند الفلسطينيّين؟ تركيا العلمانيّة أم السعوديّة الإسلاميّة العميلة؟ إن دخول المقدّس للسياسة يُخل بتوازن الحوار الديمقراطي ويُقصي الحِجاج وتبادل الاقتراحات من أجل الدمغجة و الوصاية على عقل المواطن، وهذا ما يتعارض مع قيم و مبادئ ثورتنا.

تهدف العلمانية لمجتمع مبنيّ على التعدد والتسامح وقبول الاختلاف، تحترم الحرية الدينية (حرية الحجاب، النقاب، اللحية، حرية التجمع للصلاة، عدم غلق الجوامع واستقلالية خطابات الجمعة، حرية الجمعيات الدينية وحرية المدارس الدينية الخاصة"
^^
منقول من الفيسبوك و لي تعليق عليه



العلمانية مغضوب عليها بسبب تاريخ نشأتها لان بزوغها تلازم مع حركات التحرر من الدين في اروبا في القرون الوسطى بسبب طغيان رجال الدين المتحالفين مع الاقطاعيين و تحكمهم في السياسة و في كل نواحي الحياة في ذلك الوقت حتى ضيقوا على الناس حياتهم و تحكموا في مصائرهم باسم الدين بل باسم المذهب ايضا و شاع الاضطهاد و اكثر من طالهم الاضطهاد هم العلماء حتى ضاق الناس ذرعا برجال الدين و حدث الانقلاب الذي قلب موازين القوى و جعلها في صالح العلم و العلماء فكانت "العلمانية"
بهذا التاريخ و تلك النشأة...العلمانية لم تتح حرية الدين بل بما انها كانت رد فعل مضاد ضد سلطة الدين فكان من مبادئها الاساسية هو نبذ الدين على الاقل هذا هو ما كان عليه الامر في بدايتها...و في المقابل تفضيل العلم و العقل على الدين طبعا بمنطق المسيحية - المحرفة - الذي كان سائدا في اروبا  فإن الدين يتعارض مع العلم و العقل و ليس في الاسلام شئ من ذلك و لكن فلنقل انه في الاسلام قد تتعارض اجتهادات العلماء غير الصائبة مع العقل و العلم.
العلمانية لم تصحح مسارها في اروبا و الغرب و كل من نقل عنهم علمانيتهم الا مؤخرا فلنقل منذ قرنين من الزمان...بعد الثورة الصناعية و شيوع المادية و توق الانسان للروحانية و الدين مرة اخرى فاضطرت العلمانية لاحترام الاديان و احترام حق التعبد و ان كانت نظريا تفصل بين ذلك و بين اختيار الساسة و الحكام.
ربما العلمانية لا تفصل الدين من قلوب الناس و لكن هذا لا يمنع ان قلوب الناس المشبعة بالدين قد تتحكم في السياسة و هذا يجعل الدين مازال مرتبط بالسياسة و يؤثر في اصوات الناخبين و لكن بشكل خفي غير ظاهر على السطح و مثال لذلك نرى تأثير اليمين المسيحي في الانتخابات الامريكية و كم من رجال الدين المتصهينيين يتحكمون باموالهم و خداعهم للناس في نتائج الانتخابات.
العلمانية مرفوضة لدينا لانها كانت درع حماية للكيان الصهيوني المتمسك بيهوديته و يعلنها صريحة للعالم اجمع و يدافع عنها في المحافل الدولية فكيف يتجرأ احد ان يطلب من المسلمين التخلي عن اسلاميتهم في دولهم.
اخطأ كاتب هذا النص في اختيار تركيا كنموذج فهي لم تعد علمانية بعد الآن كما ان السعودية ليست اسلامية حتى و ان ادعوا ذلك. و طبعا الولايات المتحدة و الاتحاد الاوربي كرموز علمانية معروفة هي الداعم الاكبر للكيان الصهيوني من بدايته.
ايضا برغم ان العلمانية صححت مسارها لكنها مازالت مشوهة فهي لم تضع حدود للحرية فنرى في الدول العلمانية ما تشمئز منه النفس السوية مثل زواج المثليين و الحرية الجنسية و ما ترتب عليها من شيوع الاجهاض و تفتت الاسر يعني في النهاية هي احترمت رغبات كارهي الدين و لم تحترم رغبات المتدينيين حتى لو كانوا اغلبية فلو طبقناها في مصر مثلا فنجد حسب ما تنص عليه العلمانية حرية العبادة لاديان وثنية هجرتها مصر من آلاف السنين و آديان مبتدعة لم تشهدها مصر من قبل كالبهائية و هو ما يثير حفيظة الاغلبية المسلمين فماذا تفعل العلمانية في هذا المأزق؟


و اخيرا العلمانية قد تبدو نظريا مثالية الى حد ما خصوصا بالصياغة الموجودة اعلاه الموجهه للمسلمين لتخفيف حدة تخوفهم من العلمانية... لكن عند تطبيقها لا يكون ابدا التطبيق مثالي 100% فنجد مثلا ان غير المتدينيين يفرضهم ايدولوجيتهم على المتدينيين...المسألة كلها في النهاية صراع ايدولوجيات بمعنى تصارع اصحاب المعتقدات و الافكار المختلفة و سعيهم لفرض عقائدهم على الغير حتى الملحد الذي يأبى ان يختار دين معين يسعى هو الآخر لفرض الحاده على الجميع بتهجمه على المتدينيين و المفترض ان الليبرالية و العلمانية جاءت لتحل هذه المشكلة و هذا مستحيل لان هذا النوع من الصراع لا مفر منه و هو بطريقة ما يمثل جزء من الطبيعة البشرية.

هناك 4 تعليقات:

  1. مشكلة العلمانية انها مثل شعار الاسلام هو الحل

    المشكلة ان الي في مصر مش فاهمين علمانية وواخدين

    بس فكرة فصل الدين مع الدولة و اغلب معاركهم

    مع السلفين و انانا اساسا ضد الفكر السلفي

    و الفكر العلماني بالرغم اني ارفض تدخل الدين
    في السياسة و العكس

    العلمانية متنفعش في الوطن العربي

    و خصوصاً مصر انا شايف أنسب نموذج لمصر

    هو الأشتراكية نموذج وسطي

    و غير كدة العلمانية بتتاخد غطاء سياسي

    لنشر التببشير و مهاجمة الاسلام كدين

    و ليس الاسلام السياسي فمثلاً لو لقيتي

    واحدة مسيحين أسلمت العلمانين المسيحين و

    المتدينين المسيحين يقولك الأسلمة و خطف البنات

    الخ و لما واحدة مسلمة تبقى مسيحية و الناس تعترض

    العلمانين المسيحين يقولفك أعداء حرية العقيدة

    و العلمانية هي الحل الخ

    فعشان كدة انا رافض العلمانية عشان متنفعش

    في مصر نهائي عشان تستغل غلط لحساب طرف

    ضد طرف

    ردحذف
  2. مواطن مصري
    احنا شعوب متدينية بفطرتها اصلا دي حقيقة اقرها التاريخ الدين له مكانة خاصة في قلوب المصريين حتى من ايام الفراعنة و لما كانوا بيعبدوا الاوثان يعني دي حقيقة اكيد اى فكر سياسي او اجتماعي لازم يراعيها و الا العاقبة وخيمة جدا
    علمانية او اشتراكية الناس تنظر لهذه المفاهيم حسب منبعها و تاريخها و اذا كانت العلمانية مرفوضة بسبب نشأتها في اروبا المسيحية فالاشتراكية سترفض ايضا بسبب ارتباطها بالشيوعية(اصلا الاشتراكية نظام اقتصادي ام الشيوعية فهي النظام السياسي و الاجتماعي الذي ترعرت في ظله الاشتراكية لانهما متفقان في الخطوط العريضه) و الشيوعية دي اخطر من العلمانية و طبعا تعرف الشيوعي الاشتراكي ماركس صاحب مقولة الدين افيون الشعب و دي مقولة كارثة و افضل منها و اكثر واقعية مقولة "الدين كالدواء اذا اخذت منه على قدر الحاجة نفع و اذا اكثرت منه قتل"...يعني الدين يمثل تلبية لحاجات روحية ضرورية للانسان و الاشتراكية بشيوعيتها و العلمانية لا يتفهمان ذلك..
    في مقال اعلاه وضحت ان الدين حيتدخل في السياسة مهما عملنا خصوصا اننا لا نستطيع فصله عن قلوب الناس لذا الاجدر و الافضل في رأيي هو تهذيب الدين في قلوب الناس و منعه من التطرف..حتى لو كان دين ارضي او وثني قابل للتهذيب بحيث لا يتطرف الانسان المتدين و يسبب تشويه السياسة بتطرفه

    ردحذف
  3. و لو ان انا في بالي فكرة اكثر جنونا و هو اسلمة العلمانية (و من غير ضررررب يا مواطن مصري)
    فكر في الامر بهذه الطريقة الفكر الاسلامي الحالي خصوصا السلفي منه و العلمانية منهجين متضادين بدمجهم سويا نحصل على فكر اكثر اتزانا و اقل تطرفا و وسط بين المنهجين خصوصا ان الفكر الاسلامي (و لا اقول الاسلام كدين) فكر مرن متطور عبر العصور لان الاسلام اعطاه هذه الامكانية.
    شق العلمانية في الموضوع سيقضى على النزعة المتطرفة التي تهضم حقوق غير المسلمين في المجتمع و تتيح بعض الحريات و تحمي السياسة من تدخل رجال الدين
    شق الاسلمة يضمن لنا شريعة اسلامية كمصدر اساسي للتشريع
    يعني باختصار يمكن فصل الدين عن السياسية لكن لا يمكن فصله عن الشريعة

    ردحذف
  4. للتذكير : تركيا تطرفت في تطبيقها للعالمانية بشكل لا يقل في تطرفه عن الدولة الدينية ، تنميط الناس باسم الدولة على غرار تنميطهم باسم الدين ، وهو ما جعل الدول الأوروبية تنفر من تركيا وجعل قوى أوروبية كبيرة ترفض ضم تركيا للاتحاد الأوروبي..

    لدينا من يريدها أتاتوركية .. وهم لا يختلفون عمن يريدونها خومينية..

    خير الأمور الوسط.. هذا ما لم نفهمه أبداً بعد..

    ردحذف