من كليلة ودمنة:
يحكى أن ثلاثة ثيران أبيض وأحمر وأسود هربت من صاحبها طلبًا لحياة الحرية في الغابة. رآهم الأسد وتحسر من عدم القدرة على الهجوم عليهم فقد كانوا ثيرانًا قوية. اقترب منهم ينشد صداقتهم قائلًا إنه كره أكل اللحوم لعدم رغبته قتل رعاياه وقرر أن يصبح نباتيًا. ورحب الثيران بصداقته وكان يقدم لهم الحماية في الغابة التي يجهلونها.
في يوم قال للثورين الأحمر والأسود: بصراحة أنا أخشى علينا من الثور الأبيض فلونه فاقع عن ألواننا وقد يجذب الصيادين نحونا، فأرى أن نتخلص منه حفاظًا على حياة المجموعة. إقتنع الثوران برأيه السديد وتواطأوا جميعًا على قتل الثور الأبيض وتركوا للأسد سحب جثته بعيدًا عنهم. طبعًا الأسد أخذها حيث أكلها بعيدًا عنهم وعاد.
بعد فترة انفرد بالثور الأحمر وقال له: لا زلت غير مطمئن. أنا وأنت ألواننا متشابهة ويمكن للصيادين أن يظنوك أسدًا فيبتعدوا عنك؛ لكن الثور الأسود سوف يجذب الصيادين نحونا. ما رأيك نتخلص منه حفاظًا على حياتينا؟ فوافقه الثور الأحمر ونال الثور الأسود ما ناله الثور الأبيض.
بعد ذلك طبعًا انفرد الأسد بالثور الأحمر وهجم عليه. صاح الثور الأحمر: لقد أُكلتُ يوم أُكل الثور الأبيض...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق