حكمــة اليوم

ثِق بِأَن الْصَّوْت الَهـادِئ أَقْوَى مِن الْصُّرَاخ؛وَأَن الْتَهـذِيْب يَهـزَم الْوَقـآَحّة ., وَأَن التَّوَاضُع يُحَطِّم الْغُرُوْر.

الثلاثاء، 15 مارس 2011

افكار لتطوير التعليم الفني في مصر


.


اكبر مشكلة او فلنقل دليل على فشل التعليم في مصر انه منفصل عن سوق العمل هذا سبب و نتيجة لفشل التعليم في نفس الوقت و يظهر اثر ذلك في التعليم المتعلق بالنواحي العملية و الفنية سواء بالنسبة لمرحلة ما قبل التعليم الجامعي (التعليم الثانوي الفني) او التعليم الجامعي مثل التعليم الهندسي و بالنسبة لي كخريجة من كلية الهندسة و التحقت بعد التخرج بمنحة وزارة الاتصالات و تكنولوجيا المعلومات اتضح لي مقدار الفجوة بين ما كنا ندرسه في الكلية و ما بين متطلبات سوق العمل و هو ما حاولت وزارة الاتصالات و تكنولوجيا المعلومات التغلب عليه بالتعاون مع شركات خاصة و شركات عالمية توفر منح لدراسة التكنولوجيا الخاصة بها....تغيير المناهج في كليات الهندسة و ما في نفس موقعها يحل جزء من المشكلة.... اما التعليم ما قبل الجامعي فكله محتاج ثورة تغيير .

بادئ ذي بدء من المحاولات التي قام بها النظام السابق لتطوير التعليم الفني ما يعرف باسم
مدارس مبارك كول و هي نوع خاص من مدارس التعليم الفني انشئت بموجب اتفاقية تعاون بين مصر و المانيا و طبعا معروف تفوق و تميز المانيا في التعليم الفني فلاعجب ان يطلق على لاعبي المنتخب الالماني لقب "الماكينات الألمانية"


على كل حال الفكرة فشلت و لم يرى لها نتائج ملموسة فمازل الطلب على العمالة الفنية الماهرة متزايدا و اسباب الفشل كثيرة اما الاهمال او الفساد او جميعها معا

و طبعا من ضمن اسباب فشل المشروع تخصيص بعض المدارس بعينها - تقع في 6 اكتوبر و كالعادة ليس للصعيد نصيب منها - و الاهتمام بها و توجيه اموال الاتفاقية لها و اهمال آلاف المدارس في جميع انحاء مصر.

نبدأ نبذة توضح وضع التعليم الفني في مصر
التعليم الفني ينظر له على انه ادني مرتبة من التعليم الثانوي العام لان نظام القبول بعد المرحلة الاعدادية يعتمد على المجموع و هي نفس طريقة القبول في الكليات و طبعا يقع علي ذلك جزء من اسباب فشل التعليم (اي مسألة الاعتماد على المجموع)
التعليم الفني يقبل عليه ابناء الطبقة دون المتوسطة و الفقيرة اذا اسعدهم حظهم بالقدرة على الحصول على قسط من التعليم
العالق في اذهان الناس ان التعليم الفني يجتذب الفشلة غير الراغبين في التعليم او هكذا ما يبدو عليه الأمر و هو لا يعدو كونه طريقهم للحصول على شهادة دبلوم منتهية و بعدها ينضم اغلبهم لطابور العاطلين او ينتقلوا للعمل باليومية او العمل الحر ايا كان المهم يكون "اسما" حاصل على شهادة و لو دبلوم.

لاصلاح التعليم الفني في مصر....ماذا لو نقوم بالآتي :

>> تحول المدارس الثانوية الصناعية او بعضها الى ما يشبه المدارس الداخلية التي بها مهاجع لمبيت للطلاب و الغرض من ذلك زيادة وقت اليوم الدراسي لان الدراسة العملية تحتاج لوقت و يفضل فيها العمل بنظام النبتشيات يعني تهيئة الطلاب لبيئة العمل..تزداد الحاجة لهذا المطلب اذا علمنا ان كثير من المدارس الصناعية في الاقاليم يأتي لها الطلاب من اماكن بعيده و تقريبا يضيع نصف اليوم الدراسي في المواصلات و هذا ما لمسته بنفسي فكنت ارى بعض طلاب المدارس الثانوية الصناعية يذهبون الى مدارسهم و الساعة قاربت التاسعة صباحا اى تأخير قدره ساعة و نصف عن الموعد العادي بسبب عدم وجود مواصلات كافية و بعضهم يستقل سيارات النقل التي تنقل البضائع و البهائم للذهاب الى مدارسهم يعني الخلاصة يضيع الوقت في ذلك خاصة ان رحلة العودة للمنزل فيها نفس المعاناة.

>>عوضا عن اجراء اتفاقيات مع شركات تتولى تدريب الطلاب لفترات محددة كما يحدث في مدارس مبارك كول نقوم بانشاء ورش يديرها الاساتذة مع اتاحة فرصة التدريب للطلاب و القيام بأنفسهم باعمال اذا كانوا مؤهلين لذلك...كل مدرسة يكون فيه ورشة واحدة كبيرة لكل الاعمال و التخصصات تخدم المنطقة السكنية التي توجد بها المدرسة و تدر دخل مادي للمدرسة و للطلبة نصيب منه.... الدخل المادي هنا يكفل امداد ذاتي للمدرسة بالمواد الخاام و الاجهزة و الادوات و يمثل ايضا حافز قوي جدا للطلاب حيث انه بالنسبة لطالب عمره 16او 15 سنة خصوصا الذكور العمل و الانفاق الذاتي على نفسه يقوي شخصيته و يعزز ثقته بنفسه خصوصا انه بالفعل شريحة كبيرة في هذا السن تعمل لاعالة الاسرة في الكثير من الاحيان.


>>يحتاج التعليم الفني لكثير من التخصص فماذا لو تم تقسيم التعليم الاعدادي الى اعدادي عام و اعدادي فني تمهيدي للثانوية الصناعية و تم تخفيض المناهج النظرية عن الطلابو يكون التوزيع على الاقسام من بداية الصف الاول الثانوي.

اغلب المدارس الصناعية تعمل بنظام الثلاث سنوات و لا اعلم لماذا رغم انها مرحلة منتهية و قلة قليلة من الطلاب يقبل على الدراسة في المعاهد الفنية ذات السنتين, ماذا لو تم تعميم نظام الخمس سنوات و يصبح بعدها الخريج جاهز للعمل الاحترافي في المصانع و الشركات الكبري
..اى تكون السنتين النهائيتين بمثابة برنامج تدريبي طويل مع اقل قدر ممكن من الدراسة النظرية....فكرة تعميم نظام الخمس سنوات مبدئها ان ثلاث سنوات لا تكفي لتخريج عمال مهرة جاهزون للعمل في مصانع و شركات كبيرة..ربما تكفي لافتتاح ورشة حدادة او ورشة نجارة صغيرة و لكن ليس العمل في كيان صناعي كبير و الكيانات الكبيرة هي التي تنجح هذه الأيام

تعديل نظام القبول بحيث يعتمد على المهارات و ليس المجموع الذي يحصله الطالب من دراسة نظرية...لا اعلم كيف تكون الدراسة النظرية هي العامل الاساسي في الحكم على الطالب لقبوله في مجال فيه الدراسة عملية!!

بالتأكيد هناك اختبارات بسيطة تساهم في كشف المهارات التي يتمتع بها الطالب لتوجيهه لمجال الدراسة الذي يرغب فيه و ذلك جنبا الى جنب مع المجموع ايضا الذي يفترض ان يكون قياسا لدرجة ذكاء الطالب و قدرته على التحصيل و ذلك مطلوب ...و ايضا كل ذلك بالاضافة لرغبات الطالب بالنسبة للتوزيع في الاقسام.

>>مدرستي جميلة نظيفة متطورة...و منتجة ...كنت ارى كثيرا هذا الشعار على بعض المدارس شعار انشائي ليس فيه من الواقع شئ غالبا خصوصا كلمة منتجة و لو ان وزارة التربية و التعليم ما قصرت في رفع شعار المدرسة المنتجة بل و اقامت لبعضها معارض و انا في محافظتي لم اسمع يوما بمعرض لمدرسة منتجة و لم يخطر في بالي ما نوع انتاج هذه المدارس و بيني و بينك اشك ان يكون ما تم عرضه في هذه المعارض هو من عمل الطلبة فعلا بل غالبا من عمل الاساتذة و لمجرد العرض على السيد وزير التربية و التعليم في زيارته الميمونة فقط..!!


بتطوير التعليم الفني بحيث كل مدرسة يكون فيها ورشة تصبح كل مدرسة منتجة و معارضها تصبح سنوية بل شهرية او حتى دائمة و توفر مصدر دخل للمدرسة و ترحمنا من المنتجات الصينية فنحن نشترى كل شئ من الصين حتى دبابيس الطُرح المزينة بمعجون السيراميك و هي في نظري يمكن ان يصنعها طالبات الثانوية الفنية قسم زخرفة مثلا و مثل ذلك ايضا اعمال الكروشيه و الخياطة..الخ....انا هنا اتحدث عن معارض تعرض منتجات يحتاجها الناس و يشترونها و سيزيد اقبالهم اذا كانت مصنوعة بأيدي ابنائهم.


.

هناك تعليق واحد:

  1. والله كلامك جميل جدا ومنطقى جدا وفعلا لو اتعمل بيه ممكن التعليم الفنى يبقى احسن

    ردحذف