الصوفية و السلفية الاثنين ينطبق عليهم مثل "ما اسخم من ستي الا سيدي" ..رغم ان المشكلة ليس ان تكون سلفي او صوفي انما المشكلة ان النماذج الموجودة من المذهبين حاليا و التجارب التي مرت على مصر من خلال المذهبين كلها تجارب غير جيدة....فالحركة السلفية هي التي اوجدت الارهاب و جماعات التكفير و الهجرة اما الصوفية فمن خلال ما قرأته من نشأتها انها نشأت و ترعرت مع الفقر المدقع الذي انتشر في عهد المماليك حينها فضل الناس "الدروشة" و الانعزال للعبادة و الذكر على مواجهة واقعهم حتى انهم تركوا العمل و اصبحوا عالة على المجتمع يعيشون على اموال النذور و التبرعات...و ضف على ذلك ان الصوفية تفضل ان يعيش الانسان في الملكوت و في حالة غيبوبة وانفصال عن الواقع فلم تقل شئ يوما على ظلم الحكام للشعوب و كانت هي المفضلة لدي الحكام دائما لانها تجعل الناس يعيشون في غيبوبة و يدعون الاموات لتلبية مطالبهم بدلا من الثورة على الحكام الذين حرموهم منها..
في رأيي ان يكون مفتي مصر صوفي خير من ان يكون سلفي...و لكن اذا تم المساس بشئ يخص الصوفيه فسيبدأ هنا الصدام..و هناك سابقة عن ذلك عندما اصدر الدكتور علي جمعة كتابا و ذكر فيه رواية عن امرأة تبركت ببول النبي و شربته و بدأ الجدل و استمرت الضغوط على المفتي حتى سحب الكتاب من الاسواق و اعيد نشره بعد حذف الرواية...المفتي خلفيته صوفية و الصوفية تتعامل مع كل شئ في الدين بعاطفية تصل الى حد اللامعقول او لا مقبول منطقيا احيانا و لكن ذلك افضل من ان يكون سلفي يفرض فكره الاقصائي و يتعامل الدين بجمود.
و مثال جديد على ذلك الصدام بين السلفية و الصوفية حول هدم الاضرحة و يرفض المفتي تماما هذه الفكرة برغم علمه و علم الجميع ان هذه الاضرحة و الموالد التي تقام عليها بها من الموبقات التي تتعارض مع الاسلام الكثير ..و برغم احترامي لفضيلة المفتى و احترام آراءه المتزنة لكن انا اؤيد هدم او فلنقل تفنين وجود هذه الاضرحة و هدم ما لا تثبت تاريخيته حيث ان كثير من هذه الاضرحة اضرحة مزعومة و كلنا نعرف قصة المثل "احنا دافنينوا سوا"..اذن كثير من هذه الاضرحة غير حقيقي و الاولى هدمه
اما الاضرحة الكبيرة و المشهورة و المعروفة و الموالد التي تقام حولها و بها كثير من الموبقات الاولي مراقبة هذه الموالد للحد من المخالفات فيها...الصوفية هنا لا تختلف عن السلفية فهي يمكن ان تتطرف ايضا و تطرفها يضر المجتمع بصورة ما و يجب التدخل للتحكم فيه.
اما بالنسبة للاضرحة...فلم تكن المشكلة يوما اقامة ضريح لاحد الصالحين و بناء مسجد حوله فالناس الفقراء يعيشون حول القبور و لم يعبدوها.... و لكن ما يحدث بعد البناء هو ان الناس اصبحت تعتقد في قدرة هذا الرجل الصالح في كشف الكرب عنهم و ذلك بسبب الاساطير التي تنسج حوله و ان كانت تلك الاساطير تنتشر و تجد لها عقول تتقبلها فهذا نتيجة لحالة الجهل و الامية المنتشرة في المجتمع جنبا الى جنب مع المعاناة المادية من فقر و بطالة تجعل الانتسان يصدق اى شئ ليخرج من شرنقه الواقع الاليم فيصدق ان صاحب القبر سيكشف له كرب او يزيل عنه غمه و يسدد عنه دين.
و على الهامش وجهة نظر مقتبسة:
دائما الهدم أسهل من البناء..وهذا مايلجأ إليه ضعيفو الحجة وعديمو المنطق
بدلا من هدم الضريح ..اشرح للعامة والبسطاء آداب زيارة القبور..انشر العلم ..اشغل الناس بالعمل والإنتاج..شجع الرياضة ..اصرف على البحث العلمي
الأهرامات ماهي إلا أضرحة أيضا ..فهل ستهدم طبقا لأفكار أصحاب المعاول ؟
الذين يتبركون بالأضرحة ويطلبون من ساكنيها الوساطة ليحقق الله لهم أحلامهم..هم أناس ضاق بهم الحال..وأرهقتهم الهموم..زيارة الضريح بالنسبة لهم تعادل جلسة العلاج النفسي التي يلجأ إليها المثقفون . ماهو الضرر الذي يصيب المجتمع من فقير بث شكواه لساكن الضريح؟
هل يعادل ذلك قيام حرب بين المؤيدين والمعارضين تهدر فيها دماء وترمل نساء وييتم أطفال؟
انتشار التعليم ..وشرح الدين الصحيح بالموعظة الحسنة هو الحل..وإن كان يصعب على السلفيين..الذين يلجأون دائما للحل الأسهل والذي لايكلفهم شيئا
وجهة نظر تحترم بغض النظر عن ان الضريح ليس قبر عادي انما يتم انشاؤه لتخليد ذكرى احد الصالحين و هنا منبع الداء و هو تمييز لهم بعد الموت مما يجعلهم في مصاف الآلهة في نظر العامة..فإذا كنت تريد اقناع العامة ان هذا الرجل صاحب القبر لا يملك لهم ضرا و لا نفعا فيجب ازالة التمييز عن قبرهو جعله مثل بقية قبور الناس..
طبعا يجب الاهتمام بالتعليم لزيادة مستوى الوعي الديني و الاهتمام بالاقتصاد لالهاء الناس بالعمل حتى يسعوا ليحققوا مطالبهم بالعمل و الكد و ليس دعاء الاموات وفي النهاية يجب ان نضيف على ذلك انه يجيب تقنين وجود هذه الاضرحة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق