د.عبد الهادي مصباح
ذكرت مجلة جاما "JAMA" الأمريكية فى عدد خاص عن تاريخ الحرب البيولوجية ان بداية استخدام الجراثيم فى الحروب كان منذ عهد بعيد فقد بدأ بتلويث المياة مصادر الشرب بإلقاء جثث الضحايا من الأوبئة فيها ,و كان الهنود يستخدمون السموم التى كانوا يستخرجونها من الضفادع مثل مادة "كورارى" و غيرها ليغمسوا فيها سهامهم حتى تسمم من يصاب بها و تصيبه بالشلل و الموت
و فى القرن الرابع عشر أثناء حصار التتار لمدينة "كافا" بأوكرانيا انتشر وباء الطاعون بين قواتهم و انتهز التتار الفرصة و أخذوا يرمون جثث الضحايا خلف أسوار و قلاع المدينة التى تفشى فيها الطاعون و استسلمت
و فى عام 1763 أعترف أحد القادة الانجليز انه قد استخدم فيروس الجدرى لكى يلوث البطانيات و مناديل اليد ثم يهديها الى الهنود الحمر فى أمريكا لكى ينتشر الوباء بينهم و يتخلص منهم
و أثناء القرن التاسع عشر و مع ظهور علم البكتريولوجى كان الألمان فى طليعه من حاول عمل ترسانة من هذه الأسلحة أثناء الحرب العالمية الأولى بالإمكانيات المتاحة لها ىنذاك
و ظلت اليابان تجرى ايضا ابحاثا على استخدام الحرب البيولوجية من عام 1932 حتى عام 1945 فى مدينة "بنج فان" المحتلة بواسطة أكثر من ثلاثة آلاف عالم على المسجونين جيث تم تجريب العديد من الجراثيم عليهم مثل الأنثراكس – نيسيريا – شيجيلا – الكوليرا – الطاعون مما تسبب فى وفاة أكثر من عشرة آلاف سجين جراء هذه التجارب و بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية تم أسر هؤلاء العلماء و اخذهم بواسطة السوفييت ليبدأوا برنامج الحرب البيولوجية هناك
و يذكر التاريخ انه أثناء الحرب بين اليابان و الصين خلال الثلاثينيات و الأربعينيات استخدمت اليابان الجراثيم لتلويث مصادر المياة التى يشرب منها الصينيون و كانت الطائرات تنطلق فوق المدن الصينية و بدلا من أن تطلق قذائف المدفعية كانت تطلق سبراى من البراغيث الحاملة لميكروب الطاعون عبارة عن 15 مليون برغوث فى كل طلقة تم تربيتها فى المعامل لتتغذى على الفئران لتحمل بالتالى ميكروب الطاعون و تنشر الوباء فى المدن الصينية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق