قصة الإسراء و المعراج بين ابن عربى و دانتى....
بقلم احمد محمد عوف
منذ حوالى سبعين عاما صدر كتاب بالانجليزية عنوانه " الاسلام و الكوميديا الإلهية" و هذا الكتاب مترجم عن الاسبانية حيث كتبه القس الاسبانى الكاثوليكى الشهير (ميجل آسبن بلاسيوس) و صدر بالاسبانية عام 1919 تحت عنوان "الصور الاسلامية فى الكوميديا الالهيه"
و المؤلف قسيس كاثوليكى استاذ للغة العربية فى جامعه مدريد و قد امضى ربع قرن يبحث فى الفكر الفلسفى و الدينى فى الاسلام و لاسيما فى العصور الوسطى كما بحص ايضا تأثير الفكر الاسلامى على الثقافة الاوروبية المسيحية و لاسيما على فلسفة توماس الأكوينى و ريمون ليك و هما من فلاسفة عصر النهضة
و كتاب بلاسيوس كان سببا فى ذيوع شهرته لما قام به نقاد و مؤرخو الادب الاوربى من زوبعه فكرية و صدم "الدانتيون" فى ايطاليا عندما فوجئوا بان المصادر الاسلامية كونت اسس هذه الملحمة الخالدة لان شعر دانتى يرمز الى كل ثقافة العصور الوسطى المسيحية و هذا ما جعل "نيللينو" و هو استاذ اللغة العربية بجامعه روما يصرح لمجلة الدراسات الشرقية بأن هذا الكتاب يجلو حقائق واسعة عن دراسات العصور الوسطى و هذا يؤكد أن المفاهيم الاسلامية و لا سيما بعد سقوط الاندلس قد تسللت الى الفكر المسيحى الغربى
و هناك عدة اساتذة روعوا عندما طالعهم بلاسيوس بكتابه عن "الكوميديا الالهيه" لدانتى و كيف انها استقت معلوماتها من قصة الاسراء و المعراج للرسول محمد و هذه المعجزة لم يسبق ان تحدث عنها احد قبل الرسول و لم يرد ذكرها فى كتب الاولين
و من المعروف ان الرسول طوف به فى معراجه و رأى من آيات ربه ما رأى و ما كان لدى الرسول فيما رآه اى ريبة و كل هذه الصور قد نقلها دانتى ضمن ملحمته المشهورة "الكوميديا الالهيه"
و المطالع للفكر الاوروبى ايام العصور الوسطى يجد ان الثقافة الاسلامية بشتى الوانها و أفكارها كانت تعتبر الثقافة المتميزة لدى طبقة الكتاب و القراء و كان الحديث باللغة العربية فى البلاطات الاوروبية مدعاة للفخر و التمييز لدى الطبقة الراقية التى كان ينتمى اليها ربيب بلاط (فلورنسا) شاعر ايطاليا "دانتى" فلا غرو ان يكتشف بلاسيوس التطابق بين قصة الاسراء و المعراج كما جاءت فى الفتوحات المكية لابن عربى و بين ما كتبه شاعر ايطاليا فى ملحمته الشهيرة
و اخيرا كان لهذا الكتاب صداه فى كل المنتديات الادبية بأوربا و أمريكا لدرجة انه ترجم من الاسبانية الى الانجليزية و الفرنسية و لكن مع كل اسف لم نترجمه للعربية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق