خبر قليل الكلمات قوي الدلالة قرأته , يقول الخبر:
التقى رئيس الوزراء د. عصام شرف بوفد من صغار مزارعي منطقة بدر بالنوبارية. وضم الوفد المزارعين: محمد عبدالمجيد برغش وعبدالمجيد الخولي وراوية محمد سلمي.. وحيازة كل منهم اقل من خمسة أفدنة.يبدو ان شرف هو رئيس الوزراء الذي انتظره المصريون كثيرا. متواضع قريب من الشعب , اما نزاهته و عمله الجدي من اجل الشعب فيحتاج لفترة لتقييمه...لكن مبدئيا الناس تحبه.....حتى ان هناك دعوات لترشيحه للرئاسة
الطريف أن الحاجة راوية خلعت حذاءها قبل دخولها مكتب رئيس الوزراء، فسارع د. شرف بإحضاره لها قائلاً: "يا ست راوية البسي جزمتك"، ثم سأل الوفد عن مشاكلهم.
و خبر مثل ذلك ما ان نشر حتى انهالت عبارات المدح و الثناء على الرجل و هذا ما يخيفني رغم انني احبه و احترمه ايضا و لا ازكيه على الله...و لكن هذه هي طريقة صنع فرعون..
فمبارك الذي هو ابن هذا الوطن ايضا و كان مستعدا في وقت ما بالتضحية بحياته من اجله و مجابهة المخاطر هل نظن انه ديكتاتور بالسليقة او فاسد بالفطرة ام جعلته الظروف كذلك؟ ام جعتله كذلك دولة نفاقستان و شلة الهتيفة من حوله... و هل عندما تولى الحكم كان ذلك بالفساد ام برغبة اصحاب الحل و الربط حينها و رغبة عدد غير قليل من الشعب ايضا و اخذهم بالعاطفة بالقعدة على المصطبة حتى انهم غنوا له !!
كان مبارك يزور الفلاحين في بيوتهم و العمال في مصانعهم و شباب الجامعات و الطلبة في مدارسهم و يحادثهم عن قرب و قد يكون له موقف مشابه لذلك الخاص بعصام شرف... و كان دمه خفيف كمان و هكذا اصبح الشعب مأخوذة بتلك الشخصية رفعتها الى اعلى المراتب فاخذتها العزة و ظلت هناك قابعة في برجها العاجي و لم تنزل فهذا خطأ من؟
و الله اني اخشى على عصام شرف من حب الشعب له, اخشى عليه من دولة نفاقستان..
و اخشى اكثر على الشعب المصري..متى يتعظ, متى يتعلم متى يتوقف عن تكرار اخطاءه!!
منتى نتعلم ان نزن الاشخاص بميزان المميزات و العيوب الانجازات و الاخفاقات لا على اسس عاطفية و متى نتوقف عن رفعهم لاعلى الابراج العاجية فلا ينزلون منها الا بدماء الشباب..
عصام شرف رجل المرحلة مسك منصب حساس في وقت حساس و هو يبلى حسنا حتى الآن و لكن عذرا هذا لا يعني انه مؤهل للرئاسة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق