اسباب نجاح الشبكات الاجتماعية كثيرة و لكن هناك اسباب بعينها تمثل عامل مشترك بين كل الشبكات الاجتماعية التي تشغل اغلب النشاط على الانترنت بعد استبعاد انشطة البحث
و من تلك الاسباب كما اراها:اولا : سر النجاح الرئيسي في فكرة انشاء شبكات اجتماعية عموما هو ان مستخدمي الانترنت بسبب انبهارهم به و بسبب امكانية اخفاء الهوية - و هذا شئ عام على الانترنت - فانهم يقبلون عليه و يصنعون فيه حياة اجتماعية افتراضية قد تكون على عكس حياته الاجتماعية خارج الانترنت و يستطيع المرء من خلال ذلك الكشف عن رغباته الحقيقية المكبوتة دون مراعاة العواقب الاجتماعية و من ذلك نرى تجمع الشواذ في البلاد العربية التي لا تعترف بهم على موقع الفيسبوك و يطرحون افكارهم بحرية و لا يترتب على ذلك اى عواقب في حياتهم العادية و كأن ذلك متنفس مثال لهم.
ثانيا سبب آخر لنجاح الشبكات الاجتماعية انها تعطي مساحة اكبر فاكبر من الحرية بعيدا عن اهم نوع من الضغوط و هي الضغوط الدينية و هذا طبعا غير الضغوط الاجتماعية التي ذكرت مثال لها سابقا , لنشرح ذلك فلنفرض ان مسلمين يريدون انشاء شبكة اجتماعية و نتيجة للقيود الدينية فسوف تكون هناك قوانين صارمة ضد كل ما يخالف الدين الاسلامي و هو ما يستبعد ملايين ملايين المستخدمين المحتملين..و من ذلك ايضا ان الشبكات الاجتماعية مرتع للملحدين للتنفيس فيها عن ميولهم الالحادية..
ثالثا: و من اهم الاسباب ايضا "العالمية" اى مراعاة الثقافات و اللغات الاخرى خلاف لغة المنشأ فنرى تضاعف المستخدمين العرب للفيسبوك منذ ان اضاف اللغة العربية...و لكن لا تراعي الشبكات الاجتماعية البعد الثقافي تماما حتى و ان اضافت اللغة فقد تتجاهل بعض العناصر الثقافية, مع استمرار وجود بعض الرواسب من ثقافة بلد المنشأ و هنا يأتي دور العولمة و طغيان عناصر ثقافية من البلدان التي انشئت فيها الشبكات الالكترونية الاجتماعية على تلك التي تستخدمها... و من ذلك كيف ان من خصائص المجموعات في الفسبوك خاصية تحدد اهتمامات المجموعة و منها ما يسمى بـ "المواعدة Dating " و هذه طبعا من الثقافية الغربية بالدرجة الاولي و لكن يمكن لغير الغرب تجاهلها فنجد بعض المستخدمين العرب ينشئون مجموعات للتواصل حول شئ معين و لا بأس ان كان توصيف المجموعة انها للمواعدة...و مثال لذلك ايضا خصائص العلاقات للافراد و كما نعلم ان في مجتمعاتنا العربية العلاقة الوحيدة المقبولة بين الرجل و المرأة بخلاف القرابة تكون علاقة الزواج لكن عند الغرب هي يمكن ان تكون علاقة صداقة اشبه بالزوجية اى بوي فرند, جيرل فرند....الخ
رابعا :هناك اسباب اخرى ثانوية لنجاح بعض الشبكات دون غيرها و ترجع هذه الاسباب الى تصميم موقع الشبكة نفسه
فمثلا كثير من الناس يرغبون في الابلاغ المباشر السريع بكل ما يرد لهم من رسائل و ما يرسله معارفهم في الشبكة او كل جديد يتم نشره في الشبكة ...و هنا يجب على التصميم ان يكون تفاعليا و يراعي هذه الرغبة.
من الاسباب التي تعتمد على التصميم ايضا ان اغلب الناس لا تحب قضاء كثير من الوقت في القراءة فيجب ان تكون الرسائل و المنشورات في المواقع قصيرة و كما يقال في المثل خير الكلام ما قل و دل و سنلاحظ من ذلك ان كثير من الشبكات الاجتماعية تحدد عدد معين لاحرف الرسالة التي يتم نشرها
و من الاسباب التي تعتمد على التصميم ايضا ان الناس تحب الصور اكثر من النصوص و يجب على المواقع ان تراعي ذلك في تصميمها فنجد الموقع يعتمد على الرموز و الاشكال الجذابة قوية الدلالة بل ان معظم الشبكات الاجتماعية الناجحة تقوم اساسا على مشاركة الوسائط مثل الصور و الفيدوهات و قليل منها يعني بمشاركة النصوص و الاخبار.
الشبكات الاجتماعية العربية...
هنــــا قائمة بـ 20 شبكة اجتماعية عربية بعضها لم نسمع به من قبل و لكنها في تسير في طريق النجاح و ان كنا نشعر ان بعضها رديف للشبكات الاجتماعية العالمية..و مع الأسف هذه الشبكات يبدو انها لن تصل للعالمية و ستظل محصورة في العرب و مبدئيا هذا ليس شئ سيئ و لكن يجب مراعاة ان الانعزال في هذا العصر غير مرغوب و الاتجاه الى العالمية هو الافضل ,كما ان كثير من المستخدمين العرب يفضلون توجهات محلية و عالمية ايضا خصوصا من يتقن على الاقل لغتين...لذا تحتاج الشبكات الاجتماعية العربية الى ما يوصلها للعالمية و من ذلك ان تكون متعددة اللغة و تراعي الثقافات الاخرى و من ذلك ايضا ان تراعي كل الاهتمامات و تركز على السبب الرئيسي لانشاء الشبكات الاجتماعية و هو نشر المعلومة و الخبر و ليس تكوين صداقات ...تكوين الصداقات على الانترنت عموما شئ ثانوي و اغلب الناس تدخل على الانترنت للبحث عن معلومة و خبر و ليس اصدقاء....و ايضا يجب على تلك الشبكات ان تراعي تنويع الاهتمامات ما بين الجدية و الترفيهية و الاهم من ذلك انها تحتاج لمزيد من الدعاية و تصميمات جذابة اكثر و تخفف من الاعلانات التي تملأ صفحاتها يعني يحتاج اصحاب هذه الشبكات الى الكف عن الجشع قليلا و احراز بعض النجاح اولا قبل ان يتلهفوا الى اموال الاعلانات....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق