حكمــة اليوم

ثِق بِأَن الْصَّوْت الَهـادِئ أَقْوَى مِن الْصُّرَاخ؛وَأَن الْتَهـذِيْب يَهـزَم الْوَقـآَحّة ., وَأَن التَّوَاضُع يُحَطِّم الْغُرُوْر.

الثلاثاء، 11 أغسطس 2009

صديق قديم..جديد



البعض يشعر بالحماسة عندما يقابل صديقا قديما فيشعر برغبة عارمة فى احتضانة و الشد على يده بقوة
و يقول له كلام من نوعية (فينك و فين ايامك , عاش مين شافك) و يمكن بعدها تعود المياة لمجاريها
ويعودون للتواصل و يحيون الماضى و ما جمل الماضى فى عيوننا..
لا اعرف لماذا لم اشعر بنفس الشئ عندما قابلت صديقة قديمة تعرفت على شكلها و تذكرتها بصعوبة لانها تغيرت كتير بعد زواجها و بعد ان انجبت طفلين الحقيقة انا مرت على فترة رغبت فيها بشدة فى تكوين صداقات و معارف جديدة لكن بطريقة مختلفة من الانترنت مثلا..الفضول كان يدفعنى ان اتصور كيف تكون أحوال ناس يعيشون فى بلاد اخرى
كنت ارغب فى التعرف عليهم على نمط حياتهم و تقاليدهم و طريقة كلامهم...اخذت فترة و هذا شغلى الشاغل فى النت قبل ان أدرك ان النت يستطيع ان يوفر لى فائدة اكبر من مجرد التعرف على الثقافات الأخرى
انبهرت برحاب الانترنت الواسع و انشغلت عن اصدقائى الحقيقين...لا اعرف كيف و متى و لماذا اتسعت هذه الفجوة بينى و بينهم لكن ما ألاحظه الآن اننى اذا قابلت صديقة قديمة اشعر انها كالغريبة الاهتمامات مختلفة الذكريات القديمة من ناحيتى انا مشوشة فلا اتذكر الكثير ... فيما مضى كان هناك الكثير من الموضوعات التى كان يمكن انا نثيرها سويا و نظل بالساعات نتحدث حولها فيما مضى كنت اعتبر انسانة اجتماعية من الدرجة الاولى قد تصدمون اذا عرفتم ان بعض الفتيات كن يتطلعن الى صداقتى حتى من خارج اطار زمالة الدراسة و الجيرة و كنت جاذبة للاصدقاء بسهولة و عندما كنت صغيرة وفى الاجازات مثلا كنت تقريبا لا اجد الوقت للبقاء فى البيت لانى كنت منشغلة بتمضية الوقت مع صديقاتى و احيانا اذا كانت صديقتى هى فى نفس الوقت قريبتى من المحتمل جدا انى ابات عندهم و لم تكن عائلتى تعترض على ذلك لكن هذا طبعا لم افعله عندما كبرت قليلا لكنى فقط اوضح الحالة التى كنت عليها كطفلة اجتماعية (و دى عكس براوية)لماذا يتغير الحال عندما نكبرلماذا نصاب بالملل و السأم من صداقاتنا القديمة رغم اننا نفشل فى ان نعوضها...الحقيقة انا عن نفسى غير متفائلة بزمالة العمل و لا اشعر انهم سيكون منهم من يعوض عن الصداقات القديمة صداقات الطفولة و فترة المراهقة!!!!!!!

هناك 3 تعليقات:

  1. صدقتى ياهبة.. كلنا أحسسنا بهذا الشعور ومررنا به.وتفسيرى له هو أننا ونحن فى السنوات الأولى من عمرنا ألى العقد الثانى بالضبط تكون الشخصيات والأفكار واحدة يعنى هى هى عند الجميع .وهذا ما ينتج عنه أندماج فى العلاقات وتألف فى الأفكار مع أقرانك ،وذلك بسبب كون أن المراحل العمرية والنشاطات والأهتمامات واحدة حتى أن أختلاف الظروف قد لا يؤثر فيها كثيراً مثل أننا كلنا نمر بمراحل تعليمية واحدة ونحتفل بنفس الطريقة تقريباً فى مناسبات مشتركة مثل الأعياد وغيرها . وهذا ما يخلق هنا شبه شخصية واحدة وينتج عنها هذا التقارب .
    ولكن فى العقد الثانى تبداء شخصياتنا تتبلور كل على حده . ويبداء كل منا السير فى طريق مختلف وكلما تسير أكثر فى هذه الطريق تجد أن البعد أزداد أكثر . لأن كل طريق يختلف عن غيره وكل طريق له طبيعة مختلفة ويمر بمحطات مختلفة أيظا . ولهذا فنحن قد نشعر بالأختلاف عن غيرنا أو الغربة قليلاً معهم . لأنه هنا تتعدد وتتبلور الشخصيات بتعدد هذه الطرق.
    ولكن والغريب ياهبة نجد أن كل هذه الشخصيات غالباً ما تعود وتتفق جميعها و سويتاً فى نهاية المطاف وتتألف من جديد مرة أخرى . ويكون ذلك عادتاً فى العقد السادس أو السابع تقريباً . وكأنى بهذه الطرق تعود وتأخذ بالأنعطاف والأنحناء بأتجاه محطة واحدة من جديد .
    أرجوا أن تكون وصلت الفكرة .. وشكراً
    على فكرة أنا أديت أكل لسعدية وشلبية وهنية يكفيهم لمدة أسبوع .. ماتشيل همهم بقى وكمان هم ظراف أوى

    ردحذف
  2. حسن....انت حسن حسان زميلنا فى المطاريد..!!
    يا الف اهلا و سهلا
    كلامك فى الصميم اخى الفاضل و لقد وصفت بأبرع وصف تدرج العلاقات الانسانية و الإرتباط بين الناس حسب اعمارهم
    شرفتنى بمرورك الكريم و شلبيه و سعدية و هنية بيسلموا عليك و بيشكروك جدا جداو بيقولوا لك ابقى تعالى كل يوم :)

    ردحذف
  3. كلامك دقيق جداًتذكرت أيام الشباب
    الحياة بتاخدنا والانترنت غلبنا

    ردحذف