حكمــة اليوم

ثِق بِأَن الْصَّوْت الَهـادِئ أَقْوَى مِن الْصُّرَاخ؛وَأَن الْتَهـذِيْب يَهـزَم الْوَقـآَحّة ., وَأَن التَّوَاضُع يُحَطِّم الْغُرُوْر.

الثلاثاء، 3 مايو 2011

الأزهر و الاخوان ايد واحدة



التقى المرشد العام للاخوان المسلمين بشيخ الأزهر اليوم...دلائل اللقاء غير مفهومة بالنسبة لي تحس كدة كأن الاخوان فصيل بيمثل دولة لوحده فزيارة المرشد العام تشبه زيارات الرؤساء لبعضهم البعض و متعجبة من التسليط الاعلامي على اللقاء و ربما اكون مخطئة في تعجبي لان نشاط الاخوان عموما بطبيعة الحال عليه تركيز من بعد الثورة...و موقف الازهر ايضا غريب بالنسبة لي مع حملة هجوم سابقة على السلفيين فلماذا يفتح ذراعيه للاخوان و ينتقد السلفيين بشكل اشبه بالهجوم!!

المهم في الموضوع هي تصريحات مرشد الاخوان كانت بتنافق شيخ الازهر و تمدحه بشكل شخصي... ...و كما اختارت جريدة اليوم الساقع - قصدي اليوم السابع - عبارة بعينها كمانشيت للخبر و هي "الازهر المرجعية الوحيدة للمسلمين" فخطورة العبارة تحتاج وقفة..شخصيا ارفض مبدأ وجود شئ اسمه مرجعية...مهما قلت و وضحت بخصوص هذه النقطة لن يكون ذلك افضل من هذا الاقتباس لرد احد الازهريين - و هو زميل في منتدى - على هذه الكلمة
برغم أنني أزهري من الجذور ، لكني اختلف في هذه المقولة ، (فالمرجعية الوحيدة )هذه ليست عبارة صحيحة في الاسلام ، فتجدها عند النصارى ، وتجدها عند آيات قم ، لكن عند أهل السنة فلا توجد ، لأن كل يؤخذ من كلامه ويرد إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم ، ولا عصمة لأحد من البشر كائنا من كان ، ولا يمثل أحد الإسلام كاملا ، ولا جماعة ، بل كل يجوز في حقه الخطأ والصواب ، والأولى أن يقول ( الاختلاف سنة كونية والاعتصام فريضة شرعية ) أي يجب أن يجتمع الجميع على الأصول ، أما الاختلاف في الفروع فلا يوجب الفرقة

* ثانيا : قول مرشد الإخوان يناقضه الواقع ، فلو رأى مجلس الإرشاد أمراً فهو يمضي فيه ، ولا ينتظر فتوى الأزهر ولا غيره

ثالثاً: ما المقصود بالأزهر ؟
هل هو رأس الأزهر وهو شيخ الأزهر؟ أم لجنة كبار العلماء ؟أم علماء الأزهر الشريف باختلاف توجهاتهم ؟.
لو قلنا شيخ الأزهر وحده فليس هناك أحبار ولا قسس في الإسلام ، فضلا عن عدم تخصصه ( مع احترامنا لقدره ) في الشريعة ، بل في الفلسفة ، على خلاف جاد الحق وشلتوت وغيرهما
ولو قلنا هيئة كبار العلماء ، فهي لم توجد بعد ولا يغني عنها مجمع البحوث لأننا نعرف تكوينه جيدا

ولو قلنا علماء الأزهر ، فهم أطياف شتى ، فهناك السلفييون وهم كثر ، ويسيرون على فقه السنن وليس المذهبي ، وهم يأصلون المسائل تبعا لصحة الأدلة ، فهم على علم كبير بعلوم الحديث ،وهناك الفقهاء المذهبيين الذين لا يهتمون بدراسة علوم الحديث بل يبنون فتاوهم على تقليد إمام المذهب
، وهناك أصحاب التوجه الصوفي سواء مذهبين أم لا ، فأي علماء يقصدون بكلامهم ؟
ثم بالنسبة لمن يفتون على الفضائيات 90% منهم أزهريون مثل الشيخ ماذن السرساوي والشيخ محمد عبد الفتاح اسماعيل ،والشيخ الزغبي ، والشيخ عبد الله بركات ، فهل هؤلاء سنعزلهم من الأزهر ؟
ثم لماذا هذا الاقصاء وهناك مدارس شتى ، فهناك الجامعات الإسلامية في جميع أنحاء العالم ، وقد تختلف في في الرؤى الفرعية وليس في الأصول . فهل هذا الاقصاء هو المناسب للمرحلة الحالية ؟، أم أن الأزهر يسع إيران الرافضية التي عقيدتها قائمة على هدم ديننا من أساسه ، ولا يقبل السلفيين ويشترك مع العلمانيين والليبراليين في حملتهم الإقصائية لهم .
كان الواجب أن يقول مرجعيتنا الوحيدة الكتاب والسنة الصحيحة ، وجميع العلماء على رؤوسنا
ويجب ان ننشئ هيئة كبار علماء تضم علماء الأزهر وغيرهم من الموثوق بهم ، ويقبل شيخ الأزهر دعوى الشيخ حسان بالوحدة والاجتماع على قلب رجل واحد في هذه المرحلة التي لا تحتمل الفرقة ، ويدعو كبار مشايخ السلفيين وعلى رأسهم العلامة محمد عبد المقصود والشيخ الحويني كما يدعو الإخوان والصوفية وجميع تيارات أهل السنة .

فلن تفلح التكتلات الصوفية في مقابل السلفية في هذا الوقت لسببين :

1- لا يمكن أبدا التصدي للسلفيين بسبب الآلة الإعلامية الكبيرة التي يملكونها ،سواء الفضائيات أو النت ، ولهم مشايخهم العلماء الذين أقنعوا ملاييين البشر في شتى بقاع المعمورة ، وخاصة بعد الثورة وقد فتح لهم المجال على مصراعية ، رغم حملات التشويه المتعمدة ضدهم ، فلم تعد هذه الحملات تجدي نفعا.

2- المنظر العام للأزهر سيشوه لو تعامل بمنطق شيخ الطريقة أو بمنطق مبارك الإقصائي ، فقد ولى زمن مبارك الذي كان يحكمنا بمنطق فرعون ( ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد)!!!!!
فيجب أن ينظر شيخ الأزهر للجميع كنظرة القاضي ، فلا يبني مواقفه عن قناعته وعقيدته الشخصية ، بل على التجريد واحتواء الكل مهما اختلف معهم ، فبهذا سيسود هو الكل ، أما تأزيم الأمور ومحاولة فرض عقيدتي على الناس فهذا محال لأمرين : لمخالفته الشرع وسنن الله الكونية في العباد ( ولا يزالون مختلفين ......)
وقد رفض الإمام مالك طلب الخليفة المنصور أن يجمع الناس على كتابه الموطأ رغم ثقته في كتابه ،قال فيه الشافعي رحمه الله : " لا أعلم كتاباً في العلم أكثر صواباً من كتاب مالك وقال إن الناس قد جمعوا واطلعوا على أشياء لم نطلع عليها)
الثاني : لا يتناسب مع طبيعة المرحلة التي يجب ا، نقدم مصلحة بلدنا وأن نتكاتف يدا واحدا لبنائها ،وكذلك من ناحية الحرية التي نعيشها والتي فتحت للجميع الحرية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق